ماهو التعلق ؟

لمن سألني : ماهو التعلق ؟؟

التعلق هو الميل القلبي وهي مشاعر فطرية للإنسان ؛ ويكون الميل إلى الغرائز الفطرية لديه .

فميول الإنسان اتجاه لما هو جميل وحسن في حدود المعقول ، يعتبر طبيعة بشرية لا إشكال فيها، و الإنسان المسلم لابد أن يسمو بمشاعره في كل ماهو جميل وحسن .

ولكن إذا تعدى هذا الميل إلى أمور أخرى خارجة عن النطاق الصحيح كتوقف النجاح او تطوير الذات وأصبح هناك تضيق لدائرة الحياة عما كانت عليه في السابق أصبح حالة تحتاج للنظر والتدقيق والتهذيب و العلاج .

لماذا ؟

♦️لأن المتعلق مكبل بكلتا يديه بمن يحب ويهوى. سواء هذا التعلق كان

بالأخرين .

أو بالأحلام والأمنيات

أو بالأشياء والاحتياجات

أو التعلق بالدنيا . بمعنى : بناء كياني الانساني والعاطفي والفكري مع كيان أخر بغض النظر عن أهميته الحقيقة كيف يعمل شعور التعلق؟

يعمل على نطاق المشاعر ولا يعمل على نطاق الوعي؛ فيتكون عند:

من لديه شعور بالخوف وعدم الأمان.

من لديه شعور بعدم الاستحقاق ( انا لا أستحق .. أو لا يوجد اكثر من هذا يعمل تفكيره بعقلية الندرة )

من لديه شعور بعدم الرضا.

من لديه شعور بالنقص .

من لديه يقين بأن الفرصه لا تكرر.

من غاب عنه الموجه والمؤثر والقدوة .

من لديه شعور بان أحلام الماضي وجميل الأمنيات ستحقق من خلال هذا الشيء ومن خلاله فقط .

من قل انجازه وكثر عجزه وشكواه وانعدمت هوايته.

من لديه يقين بأن دنياه سوف تنتهي بمجرد خروج هذا المتعلق به من حياته .

من لديه شعور بالإحباط والفراغ والجفاف العاطفي .

من لديه شعور متدني بتقدير الذات .

من لديه شعور بأن حاجاته ورغباته لم تلبى ولم يكن موضع عناية وإهتمام في صغره من قبل الاهل والأصدقاء .

( ولذلك أنصح المربين بالإبتعاد عن مقارنة الطفل بالأخرين أو إذلاله أو وصفه بصفات لا يفهمها أو يدرك معناها .. مثل هذا الأسود .. او هذا مختلف عنا ولا يشبهنا، وغير ذلك.. ) فالتعلق لا يحمينا بل يعيق توسيع اختياراتنا والشعور بقدراتنا

والقاعدة تقول ( التعلق يساوي الفقد ) .

بمعنى أي شيء تتعلق به سوف تفقده .

قال ابن القيم : اعظم الناس خذلانًا من تعلق بغير الله. كيف تٓتِم فك شيفرة التعلق ؟

قال تعالى ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا يحبونهم كحب الله ) ١٦٥سورة البقرة .

التعلق بالله وترك مادون ذلك، بمعنى إملاء فراغ القلب بالحب الحقيقي للهوذلك بالعبادة والتسبيح والتفكر والتأمل وتعليم النفس والناس الخير وصناعة المعروف .

ترك الدنيا بالمشاعر وليس بالأهداف .

الدعاء بدعاءالرسول حبيبي وسيدي محمد اللهم صل وسلم عليه وعلى اله وصحبه أجمعين “اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا”

العمل على الهواية فهي تنمي القدرات وتصقل الذات بالخبرات والإنجازات وتقلل شعور الانتماء للأخرين والتعلق بإرضاء مشاعرهم ورغباتهم .

الايمان بكامل القدرات والاستحقاقات التي هي من حق كل انسان في هذه الدنيا. والتي خلقنا الله سبحانه وتعالى بها وجعلنا خلفاء في ارضه وخلق وسخر لنا كل شيء لإعمارها فما علينا سوى الدعاء والطلب وحسن الظن بالله بأن الله مجيب دعوة الداع اذا دعاه ..قال تعالى ( ادعوني استجب لكم) غافر60 وقال ( ما يفعل الله بعدابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرًا عليمًا)النساء 147… فرزقنا وسعادتنا وحياتنا وقلوبنا بيد الله وحده . فما اجمل ان نعطر قلوبنا وألسنتنا وبيوتنا بذكر الله وتعلقنابه وبسيدنا وحبيبنا محمد اللهم صل وسلم عليه وعلى اله وصحبه أجمعين اللهم تقبلنا في طاعتك واجعلنا من عبادك المحبين المخلصين . اللهم أمين .

مفيد الحوار من برنامج أحلى صباح

إذاعة الرياض . طابت أوقاتكم

المستشارة التربوبة والتعليمية :

أ/ ميساء علي شلدان .